بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصل اللهم وسلم على خاتم الأنبياء المرسلين ,, ثم أما بعد /
فإن العبد لا يقنعه شيئا" أبدا" , حتى لو تحققت رغباته واحدة" تلو الأخرى , هذه حقيقة" ثابتة" لا مجال للنقاش فيها .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( لا يسد فـم بني آدم إلا التراب ) .
أي أن الإنسان لن يسكت عن تمني وطلب الزيادة إلى أن يموت .
شئنا أم أبينا هذه هي حقيقتنا جميعا" . مثلا" : تجد موظف معدل راتبه الشهري 4000ريال , يتمنى الزيادة ويقول : لو كان راتبي 5000 لكان كافيا" , ثم عندما يرتفع راتبه إلى 5000ريال , يقول : لو كان 6000 ,,,,, وهكذا .
هذا من جهة المال , أما من جهة الأمور الأخرى فالوضع لا يختلف كثيرا" عما ذكرنا , وسأذكر أمثلة على أمور متعدده تثبت أن القناعة معدومة أو شبه معدومة لدى بني آدم !!
مثلا" :
تجد شخصا" يتهجم على من يكذب , ويسب ويشتم , ويتسآئل متعجبا" : كيف لا يستحي الرجل أن يكذب؟ بل ويذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (المؤمن لا يكذب) ,, ومع هذا كله يقع هو في الكذب ويختلق المبررات وربما لا يسمي كذبه كذبا" !! كأن يقول: أضطررت إلى أن أقول كذا ولم أقصد الكذب ,,,, وهكذا .
وإليك مثال آخر :
بعض أهل العلم يقع في بعض الأمور المحرمة وينهى عنها !! كنت أتابع برنامجا" على إحدى القنوات وكان الضيف شيخ معروف لن أذكر أسمه , وكان الحديث يدور حول الرقية الشرعية , فقال ذلك الشيخ : كنت أقرأ على إمرأة" فلما صرعت تكشفت فإذا هي على قدر" كبير من الجمال .... أو قال نحو هذا الكلام , الشاهد : أن هذا الشيخ نسي أو تناسى أن ما حرم على الناس حرم عليه حتى لو كان أعلم وأزهد من على الأرض , فهو وقع في ذنبين :
الذنب الأول: أنه نظر إلى إمرأة لا تحل له .
الذنب الثاني: أنه أخبر عن ما حصل من أمر تلك المرأة .
هذه بعض الأمثلة التي ذكرتها لتبيان ما كنت أريد تبيانه في موضوعي هذا , أرجو أن كون قد وفقت إلى تقديم ما ينفعني وينفع كل من يقرأ موضوعي .